آخر الأحداث والمستجدات
"إنجاح مقاربة الصلح رهان أساسي لتنزيل سليم لمدونة الأسرة" موضوع يوم دراسي تشاوري بمكناس

تنظم جمعية البتول لرعاية الفتاة والأسرة ، صبيحة يوم الأحد المقبل 23 مارس 2014م، بمدينة مكناس، يوما دراسيا تشاوريا وتكوينيا حول مشروع "إنجاح مقاربة الصلح رهان أساسي لتنزيل سليم لمدونة الأسرة".
وسينظم هذا اليوم الدراسي في المركب الثقافي والاداري لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، وذلك بشراكة مع منتدى الزهراء للمرأة المغربية وبدعم من وزارة العدل والحريات وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي لمكناس.
ويذكر أن التنزيل السليم لمدونة الأسرة، والذي يعتبر موضوع وجوهر هذا اليوم الدراسي، سيتلخص مما لايضع مجالا للشك، في مساءلة المعطيات المؤسسة لحصيلة 10 سنوات من التطبيق في محتواها الموضوعي، ويأتي في مقدمة تلك الأسئلة، سؤال جوهري هو: إلى أين وصلت مدونة الأسرة وما الذي تحقق؟ وما هو تأتير ما وصلت إليه لحد الآن ؟ هل الذين راهنوا على إصلاحها كمدخل أساسي لحل مشاكل الأسرة أخطئوا الهدف؟ هل حلت مشاكل المرأة والأسرة المغربية بشكل عام ؟
بالرجوع قليلا إلى الوراء، نجد أن المتخصصون والمهتمون أجمعوا غداة صدور قانون مدونة الأسرة سنة 2003على أهمية وجرأة الإصلاح الذي جاء به النص الجديد، غير أنه وبعد أربع سنوات من دخوله حيز التنفيذ لا زال تطبيقه يواجه تعثرات ترجع في نظر الكثيرين، إلى غياب اعتماد مقاربة شمولية للإصلاح تنطلق من وجود بنية اقتصادية ملائمة، و إلى ضرورة تغيير العقليات، مرورا بالدور التربوي للأسرة والمدرسة والمجتمع.
عوامل أخرى وجدت ضمن سياق تعثر إنزال مقتضيات قانون الأسرة الجديد على أرض الواقع وتتمثل في إفراغ مضمون المدونة من أهميته لعدم استفادة الناس من الحماية التي تكفلها لهم مقتضيات مدونة الأسرة.
وبالإضافة إلى نقص في فهم المدونة كان من المفروض أن يتم التعريف بالمقتضيات التي جاءت بها مدونة الأسرة بالطرق الملائمة للمغاربة الموجودين داخل المغرب مع الأخذ بعين الاعتبار لمستواهم الثقافي ونسبة الأمية لديهم، وكذا للجالية المغربية التي انتظرت طويلا الالتفاتة التي جاءت بها المدونة الجديدة للأسرة بخصوصها.
المؤاخذات في هذا الجانب تعددت ومن ضمنها فشل حملة التعريف بمحتوى مدونة الأسرة عبر مختلف وسائل الإعلام في إطلاع الأسر على حقوقها الشئ الذي كان له آثار عكسية، حيث أصبح الكثير من النساء يعتقدن بأن المرأة تستحق نصف المنزل وممتلكاته بمجرد انتهاء العلاقة الزوجية بالطلاق مما حذا بالكثيرات منهن للجوء لطلب التطليق ظنا منهن بأنهن سيحصلن على نصف ما يملكه الزوج، كما ساد تخوف لدى الرجال من الزواج ظنا منهم بأن نصوص القانون الجديد سيجعلهم يخسرون ممتلكاتهم وحقوقهم.
ومن النتائج المترتبة على الخلط في فهم نصوص مدونة الأسرة من طرف المغاربة، تعميق الإشكاليات والأزمات الأسرية إذ أن الأزواج صاروا يعتقدون بأنهم مهددون بفقد ممتلكاتهم، كما أن الجالية المغربية التي تعاني مشاكل جمة على مستوى أحوالها الشخصية بدول المهجر وبالمغرب على حد سواء، لم تتعرف بعد على محتوى المقتضيات التي جاءت بها مدونة الأسرة لحل مشاكلها، الأمر الذي يجعلنا نضع الأصبع على الداء الذي تمثل في النقص بالتعريف الدقيق لمدونة الأسرة للمرأة المغربية لتعرف واجباتها وكذا حقوقها.
ومحاولة من الفاعلين الحقوقيين ومنظمات وجمعيات المجتمع المدني المغربية ، التحسيس بمقتضيات مدونة الأسرة، وتقريب مضامينها من المواطن البسيط، عملوا على تكثيف عمليات التوعية في هذا المجال، الأمر الذي ما فتئ يوتي أكله، بعدما أصبحت جل النساء والأسر عامة على دراية ولو نسبية بمحتويات ومساطير مدونة الأسرة، وفي هذا السياق يأتي هذا اليوم الدراسي التشاوري والتكويني حول مشروع "إنجاح مقاربة الصلح رهان أساسي لتنزيل سليم لمدونة الأسرة" الذي سينظم صبيحة يوم الأحد المقبل 23 مارس 2014م، بمدينة مكناس، والذي سيحاول تقديم إجابة شافية حول السؤال الجوهري: أين وصلت مدونة الأسرة المغربية وما الذي تحقق لحد الآن.
الكاتب : | عبد الملك خليد |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2014-03-19 20:06:15 |